Activities

بعد الندوة العلمية التي نظمتها " جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة " يوم السبت 30 نونبر 2024 بدار الشباب الأندلس، واستدعت فيها الأستاذ الدكتور سعيد اغزيل لإلقاء محاضرة في موضوع " قبيلة أنجرة قبل مائة سنة " ، نظمت كذلك زيارة ميدانية يوم 01 دجنبر 2024 للمواقع التاريخية في قبيلة أنجرة التي تناولها الأستاذ اغزيل في محاضرته فكانت حلقة وصل وتتمة لهذا اللقاء العلمي
انطلقت الخرجة على الساعة الثامنة صباحا وكانت أول محطة ميدانية هي " ديوانة البرج ". تناول الأستاذ المحاضر الكلمة ليتحدث عن المرحلة الاستعمارية التي تم فيها تسطير الحدود وفصل منطقة طنجة الدولية عن منطقة الاحتلال الإسباني ببناء ديوانة البرج سنة 1925 والتي بدأت عملية المراقبة فيها سنة 1927. كما أشار الأستاذ إلى المجال الجغرافي الذي تقع فيه الديوانة وتعيين الحدود لمنطقة طنجة الدولية مع قبيلة أنجرة
بعد ذلك، تم الانتقال إلى المحطة الثانية ،وقبل الوصول إلى الثكنة العسكرية بملوسة، توقف الوفد عند منطقة " الرمان" من أجل الحديث عن المسار الذي قطعته القوات الإسبانية أثناء احتلال ملوسة انطلاقا من منطقة " الركايع "، وفيها تمّت الإشارة إلى الطريق القديم الذي بُني في فترة الاحتلال والذي يمر من المنار الذي كان يشكل بدوره مركزا تاريخيا مهما للمقاومة بالشمال وقريبا من ضريح سيدي احمد بن عجيبة في منطقة " الزميج "، وفي نفس الوقت نقطة وصل أساسية في اتجاه ملوسة حيث تم التوقف عند الثكنة العسكرية الرئيسية التي أقيمت بالمنطقة، فواصل الأستاذ الحديث عن المجال الذي وجدت فيه وعلاقته بسوق " الاثنين ملوسة " منهيا الحديث عن معالم" دار الأيتام Orfanto" بسوق ملوسة ومرافقه مع الإشارة إلى أهم المعارك التي جرت في محيط منطقة ملوسة
ثم استؤنفت الرحلة في اتجاه دوّار اللنجريش ومنه إلى قلب قبيلة أنجرة حيث تم الانتقال من ربع البحراويين إلى ربع البرقوقيين. وهنا توقف الوفد لفترة طويلة في " أنجرة " حيث تكلم الأستاذ عن أبرز المعالم الموجودة بالمنطقة ومنها "برج الحمام" والإدارة التي بناها إدموندو سيكو. وبعد الانتقال إلى سوق " اخميس أنجرة " استرسل الأستاذ الحديث عن أهم المحطات التي شكلت بؤر المقاومة الأنجرية منذ سنة 1913. ومن جهة أخرى أبرز الأستاذ اغزيل أهمية السوق في مجال المنطقة وفي قبيلة أنجرة على وجه الخصوص
بعد ذلك شكلت منطقة " ثلاثاء تاغرامت " محطة أخرى للتوقف، فتحدث الأستاذ عن نفس المعالم مع إبراز ما يميز هذه المنطقة ومكانتها في ربع الغابويين والأهمية الاستراتيجية لهذا السوق ودوره الإداري أيضا
كانت محطة " الريفيين "هي المحطة التالية التي تواجدت فيها المدرسة العسكرية الإسبانية والسكة الحديدية للقطار الذي كان يعبر هذه المنطقة
وبعدها انتقل الوفد إلى مدينة الفنيدق ليصل إلى منطقة " البيوت " ليتحدث الأستاذ اغزيل بإسهاب عن معركة " البيوت " التي وقعت سنة 1916 بين المقاومة الأنجرية والجيش الإسباني، كما أشار إلى الطبيعة التضاريسية التي جرت فيها المعركة وعن إصابة فرانكو بطلقة نارية، وهنا وضح الأستاذ كيف استثمر فرانكو هذا الحدث في مشروعه السياسي، كما لم يغفل الحديث عن دور الريسوني في هذه المعركة وفي منطقة جبالة على وجه العموم
انتهى مسار هذه الرحلة بالانتقال إلى منطقة الدالية وساحل الديكي لتناول وجبة الغذاء كخاتمة لهذه الرحلة الثقافية التي دامت ما يقرب من سبع ساعات في محيط قبيلة أنجرة. وعند السادسة مساء عبر الوفد مرة أخرى حدود القبيلة مع مدينة طنجة من جهة الغندوري والسانية
ختاما تتقدم جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة بجزيل الشكر وخالص الامتنان للأستاذ سعيد اغزيل على تأطيره لهاته الزيارة الميدانية، كما تتقدم الجمعية بجزيل الشكر والتقدير للسيد عبد السلام أمغار على إضافاته القيمة خلال مسار محيط أنجرة