العليق
Activities
ونحن نحب الحياة ... ما استطعنا إليها سب
ونفتح باب الحديقة ... كي يخرج الياسمين ... إلى الطرقات نهاراً جميلَا
من شدة حبهم للحياة اعتنقوا حب المشي وتولهوا بعشق الطبيعة، يحملون شعارَ "ما فاز إلا المشاة" اختلفت أعمارهم وتنوعت مشاربهم، لكن المشي في الطبيعة ألف بين قلوبهم، فتجمعوا تحت ظلال "جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة" التي اختارت هذه المرة قرية العليق لممارسة رياضة المشي، هذه الهواية الجميلة التي استوطنت فؤادهم، وسكنت شغاف القلوب منهم، فهم "لم يصدروا عن أي بلد ولا عن أي مدينة، هم أبناء السبيل، وطنهم هو القافلة، وحياتهم هي أقرب الرحلات توقعا"
انطلقت الرحلة التي شارك فيها 38 عضوا من أعضاء الجمعية أمام ساحة "مرج العذارى" المتواجد قرب المكان الأثري الذي يدعى "الجامع د لارباع" كان مسار الرحلة ممتعا استمتع فيه الرحالة بالمشي جنب الوديان والأنهار التي تخترق غابات العليق وحقولها، والتي أعطى خريرها إيقاعا خاصا للرحلة، كان بمثابة جوقة فنية استقبلت بها قرية العليق الرحالة المشائين. كما تميزت الرحلة بشروحات تاريخية ثقافية حول قرية العليق، هذه العروس المتشحة بالأخضر اليانع على طول السنة، تنام هادئة في حضن جبل سيدي حبيب، محروسة ببركة الولي الصالح العائد من الأندلس الأم مجاهدا عن ثغور الإسلام، ليُشَرِّف ببركته حفيدة الأندلس هذه، سليلة قرى غرناطة، وأرباض قرطبة، والتي سكنها المورسكيون الهاربون من محاكم التفتيش، جالبين معهم علومهم وخبراتهم في الزراعة والري وصناعة الجلود، حيث يسمى أجود أنواع الزيتون هنا ب "القُرْطْبي" وهو نطق العامة للقُرْطُبي نسبة إلى قرطبة
وكانت نهاية مسار الرحلة بمقر دار الضيافة سيدي حبيب عند عائلة حكمون التي نوجه لها خالص الشكر والامتنان لاستقبالها الرحالة حيث تناولوا وجبة الغذاء، واقتنوا بعض المنتوجات الطبيعية التي تم جمعها من سكان المنطقة
وقبل أن يشد الرحالة رحال العودة إلى طنجة أبوا إلا أن يجسدوا تلك الخصلة النبيلة التي تميزهم والتي تُوسَم بشعار "المشاء لا يخلف خلفه إلا الأثر الطيب" حيث سلم المشاة مجموعة من الملابس التي ستوزع على سكان المنطقة