ندوة الطرق الرومانية
عقدت "جمعية الرحالة لهواة المشي" يوم السبت 2 مارس
عقدت “جمعية الرحالة لهواة المشي” يوم السبت 2 مارس 2024 محاضرة علمية بصبغة تاريخية تحت عنوان : ” حقائق وفرضيات حول الطرق الرومانية بطنجة ” ،وذلك بدار الشباب الأندلس
استُهلّت الندوة على الساعة السادسة مساءاً بتسيير العضوة والباحثة حفصة العصعاص وضيافة الدكتور محسن الشداد أستاذ التاريخ القديم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان. الاستاذ محسن الشداد من مواليد مدينة طنجة، تابع دراساته الجامعية بكل من فاس و مرتيل قبل أن يتمها بمدينة بوردو الفرنسية. التحق بهيئة التدريس الجامعية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس-سايس ثم بجامعة عبد المالك السعدي بمرتيل منذ 1998 حيث يدرس مواد التاريخ القديم. شارك في العديد من الندوات الوطنية والدولية، كما نشر مجموعة من المقالات العلمية المرتبطة بتاريخ المغرب القديم خاصة الجزء الشمالي الغربي منه في مجلات مغربية اسبانية. شارك في تنسيق كتاب : أبحاث وقضايا في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر : أعمال مهداة إلى روح الفقيد إدريس بوهليلة، كما صدر له سنة 2018 كتاب “دليل المدن والمواقع الأثرية القديمة بشبه الجزيرة الطنجية” ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان وهو كتاب غنيّ ركّز فيه على المواقع المحيطة بمركز زليل مقدّماً رؤى تجديدية ميزت مساره الأكاديمي من موقعه كباحث مهووس ب”القديم”، وبراهنية هذا “القديم”، كما صدر له السنة الفارطة كتاب باللغة الفرنسية وهو
Le détroit de Gibraltar à travers les sources gréco-latines
أُعطيت للضيف الكلمة بعد التعريف به فكان أن عرّف بشبه الجزيرة الطنجية كمركز حضاري حظي باهتمام كبير من طرف الرومان، ثم قسّم محاضرته الى ثلاث محاور: خصّص المحور الاول لتحديد الاطار الجغرافي للطرق الرومانية من طنجة شمالاً الى لكسوس جنوباً مع ذكر أهم فروعها و التعريف بأسمائها الرومانية ووصف الأشكال الهندسية التي كانت عليها وذكر مواد بنائها
في المحور الثاني طرح مختلف الفرضيات والاراء المتضاربة حول هذه الطرق عبر اقتباس اهم ماجاء في المؤلفات اللاتينية و مؤلفات الرحالة والباحثون الاوروبيون خلال القرن التاسع عشر والذين بدورهم ساروا على النهج الانطونيني كاختلافهم في موقع زليل (الدشار الجديد) كما عرض الوثائق التي تعزز كل من هذه الاراء والتي كانت عبارة عن جداول وخرائط رُسمت قبل الاستقلال وخلاله محاولاً تعديل هذه الفرضيات وتقريبها الى الصواب باعتماد أمهات الكتب الجغرافية وبحث اركيولوجي ممنهج بدأ مع القنصل الانجليزي درموند هاي واستمر حتى سنة 1993 مع فريق بحث فرنسي مغربي أسفر عن نتائج مهمة، ثم عملية بحث قادها الدكتور رفقة زميله الاستاذ محمد حبيبي أسفرت عن ندوات ومحاضرات غيّرت في مجرى تاريخ هذه المنطقة ولازالت تكشف عن اسرارها
في محوره الاخير حاول الدكتور محسن الشداد الكشف عن ملامح جديدة لخريطة شبه الجزيرة الطنجية بإشارة سريعة لمواقع محيطة كموقع تاهدارت، وموقع القواس، وموقع عين مصباح، وموقع رأس القوار، وموقع كدية فرتاش، وموقع ركيبة القلال، وموقع سيدي بولنوار
قبل فتح باب المناقشة كانت الكلمة لرئيس الجمعية السيد محمد زهير حمان نيابة عن باقي أعضاء مكتب الجمعية، موجها الشكر الجزيل لكل من المحاضرين والضيف ورئيسة دار الشباب الاندلس التي قدمت للجمعية خدمة لوجستيكية من اجل تنظيم هذه المحاضرة. فُتح باب النقاش أمام الحاضرين فكانت اضافات قيّمة من اساتذة مختصين، ثم اختتمت المحاضرة بتقديم هدية بسيطة للضيف واخذ صور تذكارية لضمها الى ألبوم الأنشطة الثقافية العلمية للجمعية
واخيرا، تتوجه جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة بخالص التقدير والاحترام لكل من حضر هذا اللقاء العلمي الدسم وساهم في انجاحه